الحرب العالمية الأولى_

الحرب العالمية الأولى
1914-1918م

لم تكن الحرب العالمية الأولى وليدة لتهور أو خطوة طائشة اتخذت بي عشية وضحاها ، إنما هي نتاج صراع طويل دام سنينآ بسبب التنافسي الأقتصادي والأستعماري والمطامع والغرور والثارات القديمة بين الأمم .
فوق ذلك ثمة مفهوم قديم أو فكرة سائدة عن الحرب على أنها الوسيلة الممثلى لحل المنازعات العالمية ، مما يمميز الحرب العالمية الأولى من غيرها من الحروب السابقة الجموع الغفيرة التي بلغت الملا يين من المحاربين الذين اشتركوا فيها ، والظاهرة الأخرى في تلك الحرب هي استخدام الآلات الحديثة في التدمير والتخريب .
الحرب العالمية الأولى كغيرها من الحروب السابقة لها أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة أشعلت نارها ، وإليكم بعض الأسباب :
اولآ الأسباب غير المباشر :

١/ ترفع الألمان على السيادة :
ألت مقاليد الأمور بعد استقالة (بسمارك) إلى الإمبراطورية وليم الثاني الذي امتاز بالحماس الفائض والجنوح إلى السيادة والسلطان ، وقد روج الفلاسفة الألمان سمو الأمة الألمانية (الجرامنية) على كافة الأمم الأخرى ، وأن الشعب الألماني خلق ليسود العالم قاطبة ، وقد دعا الساسة الألمان إلي استعمار الأراضي الواسعة لتتخذ سوقآ للبضائع الألمانية وطلب الموارد الخام ، ولكي ينسى الحصول على المستعمرات لامنوحة الألمانيآ من أن تبني اسطولآ كبيرآ ، الأمر الذي أثار برطانيآ وغرس بذور الفتنة بينها وبين ألمانيا .
وفي الحقيقة كان الاستعمار والتنافس الأقتصادي من أهم أسباب الخلافات بين الدول الأوروبية لأن أي حلف أو اتفاق أوروبي يكمن خلفه هدف استعماري ،من ناحية أخرى ومن ناحية اخرى فقد كان التنافس الأقتصادي مدعاة للصراع بين الأوربيين وعلى الخصوص بين بريطانيا وألمانيا وفي الحقل الأقتصادي أيضآ ادى الحقد والغيرة إلى تجافي الأمم .
٢/ التسابق في التسلح :
بعد منتصف القرن التاسع عشر ظهر الجيوش الجرارة على مستوى لم يعهده العالم من قبل وكثرت وسائل التدمير والتخريب من الأسلحة نسبة للتقدم الصناعي وتطورت الواصلات التي سهلت تعبئة الجيوش وإنتقالها بسرعة فائقة .

٣/فقدان الدعاية للسلم :
كانت أذهان الرأي العام في اوروبا مهيآ للحروب وكانت الصحافة ووسئل الإعلام تنشر تأييدها وتدعو حكوماتها لأتخاذ مواقف صارمة سياسية حازمة تجاه الأعداء والمنافسين وقد فشلت مجهودات رجال السلم في كبح دعاة الحرب والحق إن إعلان الحرب العالمية الأولى قد قبل بالرضى التام في كثير من الأوساط في البلاد الأوروبية .

+ثانيآ : السبب المباشر (حادث سراجيفو) :
كانت الشارة التي أشعلت النار ، حادث سراجيفو الذي اتخذته النمسا ذريعة لإعلان الحرب على الصرب وذلك في 28 يونيو 1914م عندما قام ولي عهد النمسا (فردناند) وقرينته بزيارة رسمية لسراجيفو عاصمة الصرب إذا رماهما طالب من البوسنا مواليآ لصربيا بقنبلة تفجرت بالقرب منهما ولكنهما لم يصيبا بأذى ، بعد ساعة أطلق عليهم طالب صربي الرصاص فأرداهما قتيلين والطالب نفذ عملية الأغتيال عضو في جمعية اليد السوداء التي ارتكبت العديد من الأغتيالات السياسية قبل ذلك .
وأصارت بعض المصادر إلى أن حكومة الصرب قد حذرت النمسا قبل الحادث من خطورة تلك الذيارة مما جعل النمسا تجزم بأن للحكومة الصربية يد في المؤامرة وحملتها مسئولية الجريمة في هذا الصدد قال (دنس رتشرذر) (أن ولي عهد النمسا لم يكن محبوبآ لدى حكومته بسبب ارائه السياسية المغايرة لسياستها وكانت تتمنى نهايته ) .
وقبل الزيارة كانت تعلم سلفا خطورتها ، ورغم تحذير الصرب مغبة الزيارة إلا أنها تركته يذهب بعد الحادث لم تتخذ أي قرار بشأنه لمدة شهر في فعلتها ، وقد دعت إنجلترا إلى عقد مؤتمر لفض النزاع سلميآ بيد أن ألمانيا لم تشأ أن تتدخل في موضوع النمساويين وأخذ ثأرهم ، وصرحت أن من الخلاف يجب أن يكون من شأن النمسا والصرب وحدهما ويبدو أن رجال الجيش الألمانى قد شعروا بقوة سلاحهم واستعدادهم لخوض غمار الحرب وظن أن روسيا وفرنسا لم تستعدا بعد .
وأعلنت النمسا الحرب على صربيآ وعندما اخذت كل دولة اوروبية تنحاز إلى أحد الطرفين المتحاربين فأنحازت روسيا إلي الصرب بينما انحازت ألمانيا إلى جانب صديقتها النمسا وأعلنت الحرب على روسيآ وصديقتها فرنسا وسرءن ما اخترقت إنجلترا أراضي بلجيكا ولو سكمبورج وسرعت بالانضمام إلى فرنسا وروسيا ، كما انضمت تركيا إلى معسكر ألمانيا والنمسا ولم يعد الصراع قاصرآ على اوروبا . وتصور العالم في بداية الصراع أن الحرب ستكون قصيرة لكن ظهور الأسلحة الجديدة ساعدت على اطالتها فقد ظهرت الغواصات الألمانية تشد حركة الأساطيل الإنجليزية وإزدادت عمليات الحصار الإقتصادي للمواني الألمانية .
هكذا تحولت الحرب إلى حرب اقتصادية اشتركت فيها الشعوب اصابتها بخسائر فدحة قدر بحوالي 13.000.000 من الضحايا سبعة ملايين من مشوهي الحرب ورغم إنتصار الألمان في اوروبا وقد وقع حادثان اعدا على إنهاء الحرب بإنتصار الحلفاء وهزيمة ألمانية وهما :
1.إنسحاب روسيا من الحرب نتيجة لخسائر امام القوات الألمانية،
وقيام ثورة أتحت بالحكم القيصري عام 1917م .
2. دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب حلفاء بعد اصرار ألمانيا في حرب الغواصات 1917م وانتهت الحرب بهزيمة المانيا وحليفتها تركيا .