اولآ : تعريف به:
هو أبو نصر محمد بن طرخان الفارابي ، عرف بالفارابي نسبة إلى مدينة "فاراب" التركية التي ولد بها ، عاش في الفترة مابين(٢٥٩_٣٣٩هج/٨٧٠_٩٥٠م) تجول كثرآ بين الدول الإسلامية وأتقن الكثير من اللغات منها التركية والفارسية والسريانية واليونانية .
له مؤلفات كثيرة ابرزها : الجمع بين رأي الحكيمين افلا طون وارسطو ، رسالة في العقل ، اراء أهل المدينة الفاضلة ، السياسة المدنية، تحصيل السعادة .
ثانيآ : المدينة الفاضلة :
تحدث عن الاجتماع الإنساني وغايته ، وعن المدينة الفاضلة وترتيبها ، ونظامها واخلاق أهلها .
أ/ الاجتماع الإنساني : رأي أن دوفع الأجتماع الإنساني هو التعاون على الأشياء التي تحقق السعادة الحقيقية ، وأن الاجتماع الإنساني فطري من أجل تحقيق الكمال والسعادة.
ورأى أن الاجتماع الانساني ينقسم إلى قسمين:-
١- الاجتماعات الكاملة : وهي تلك الاجتماعات التي تفي بحاجاتها ولا تحتاج إلى من يعينها وهي :
- عظمى :كاجتماع المعمورة .
-ووسطى :كاجتماع أمة في جزء من امة.
- وصغرى : كاجتماع المدينة في جزء من أمة .
٢- الاجتماعات غير الكاملة : وهي تلك التي لا تفي بحاجاتها وإنما تحتاج إلى من يعينها على نيل تلك الحاجات وهي :
- اجتماع القرية والحارة والشارع واجتماع في طريق واجتماع في منزل..الخ.
ب/ نظام المدينة الفاضلة : يرى أن نظامها يشبه نظام البدن التام الصحيح ، من خلال تكونه وترتيب أعضائه وتماسكها .
فالرئيس في المدينة الفاضلة يقابله القلب في البدن ، وتتفاوت مرتبة الأعضاء حسب قربها أو بعدها من القلب . كذلك تكون مرتبة الأفراد حسب قربهم أو بعدهم من الرئيس .
ويرى أن وجود المدينة وشرائعها وكمالها رهن بوجود وكمال الرئيس..
يجب أن يكون أفضل الأعضاء وأكملهم خلقآ ومعرفة . أي بكمال عقله أن يكون فيلسوف يتصل بالعقل الفعل (الخالق )، ولن يكون ذلك إلا نبيآ ، وإذا تعذر وجود هذا الرئيس الحكيم النبي ، فيمكن اختيار رئيس فيلسوف ثاني يحكم بشرائع وسنن النبي .
وراى أن الحكمة هي شرط الفضيلة في المدينة فمتي مافقدت كان الهلاك .
ج/ أخلاق أهل المدينة :
رأى أنه لكي تسود الحكمة المدينة يجب أن تقوم هذه المدينة على المعرفة (معرفة الله والعالم والنفس وسياسة الأمم الفاضلة ) وأن تقوم معتقداتها على تنازع البقاء والعدل والخشوع والتقوى .
وتكمن قيمة المدينة الفاضلة في أنها مدينة الفلاسفة ، يتم فيها التعاون بين الأفراد ويسود النظام في المجتمع ، وهي جزء من نظام مثالي إلهي .
الخلاصة :
يبدو تأثيره بالنظرة الدينية في قوله أن يكون رئيس المدينة نبيآ ، وإن كان فيلسوفآ فيجب أن يحكم بشريعة النبي ، وأن هذه المدينة جزء من نظام إلهي . كذلك يبدو تأثره بأفلاطون عندما رأى أن يكون رئيس المدينة فيلسوفآ .