الأخلاق عن الكندي

الأخلاق عند

الكندي

اولآ : التعريف به
هو ابو سف يعقوب الكندي ؛ نشأ في بغداد بالعراق ، عاش في الفترة ما بين (185_252هج)درس العديد من اللغات وهذا ما مكنه من دراسة الفلسفة اليونانية والفارسية والهندية ودرس الهندسة والطب والجغرافية والموسيقى ، فكان موسوعيآ حيث كتب في معظم المجالات الفلسفية والمعرفية والعلمية حيث يذكر أن تصانيفه من كتاب ورسالة بلغت (238) عملآ .

الأخلاق :
انطلقت فلسفته أساسآ من منطلق أخلاقي حيث عرف الفلسفة بأنها : التشبه بأفعال الإله تعالى بقدر طاقة الإنسان ..وذلك يعني إماتة الشهوات لأن ذلك هو السبيل إلى الفضيلة .
وحول كيفية إماتة الشهوات رأى أن ذلك يتم بالتالي :
-معرفة الفضيلة نفسها
-والتزام ماتتطلب من سلوك .
ورأى أن الفضائل هي الخلق المحمود وتنقسم إلى قسمين :
1/قسم في النفس وتتمثل في : الحكمة والعفة والنجدة (الشجاعة) ويرى أن الفضائل هي وسط بين الإفراط والتفريط .
2/ قسم خارج النفس : وهو الثمرة الباتجة عن التزام بالفضائل ينتج عن ذلك يعيش سعيدآ . أي أنه يرى أن السعادة هي سعادة النفس في ذاتها وليست بامتلاك الإنسان ما يحتاج من أشياء لأن ذلك عرضة للتغير والزوال ، ويرى أن السعادة الحقيقية هي في الجواهر .
ويبدو أن الكندي قد وافق سقراط في ذلك حيث قال (سقراط) ردآ على سؤال في سر عدم حزنه :لأني لا أقتني ما أحزن على فقده .
وعن سؤال لماذا لاتشعر بالشقاء مع انك محروم من الملاذ فقال : "إني لا أشعر بالحرمان بما لا ارغب فيه"
أي أنهما يريان أن حياة الإنسان في هذا العالم فترة عابرة ويجب على العاقل الا يربط سعادته بماديات سيفارفها _لامناص_وشيكآ .
ويرى الكندي على الإنسان أن يمتلك ما لا يزول كالعلم والقناعة وتطهير النفس من الشهوات .

الخلاصة:
لخص (دي يور) لرسالة الكندي((في الحيلة لدفع الأحزان)) وهي من الأخلاق قائلآ :
والحق انه لا دوام لشيئ في هذا العالم : عالم الكون والفساد ، الذي يسلب منافي اية لحظة كل ما هو عزيز لدينا من مقتنياته ، ولا ثبات ولا دوام إلا في عالم العقل .
فإذا أردنا أن نقر أعيينا ببقاء مقتنياتنا ، والا يسلب منا ما هو حبيب إلى نفوسنا ،وجب علينا أن نقبل عل خيرات العقل الدائمة ، وعلى تقوى الله ، وأن نعكف على طلب العلم ،وعلى صالح الأعمال .
وأما إذا جعلنا طلب الخيرات الحسية المادية همنا معتقدين أننا قادرون على إبقائها .. فإنما نجري وراء المجهول الذي ليس في الوجود .
لكن كسب الأخرة يمر بكسب الدنيا وذلك يحتاج إلى كسب خيراتها واستخدامها لأخرة .
لقد قيل : اعمل لدينا كأنك تعيش ابدآ ، واعمل لأخراك كأنك تموت غدآ . وقال تعالى :{واما بنعمة ربك فحدث}.
وقال ايضآ :{المال والبنون زينة الحياة الدنيا . والباقيات الصالحات خير وابقى} .
وقال رسول الله (ص) : من اراد الدنيا فعليه بالعلم ومن اراد الأخرة فعليه بالعلم، ومن ارادهما معآ فعليه بالعلم .